في هذه المدينة
الكلّ مثلي
لا يفتح زجاج النافذة
كي لا يسمع نداء بائع السمك
وهو يصدح كلّ صباح
كأنّما يسبّ الدهر
على حظّه السيء
يخشى أن تشرق الشمس..!؟
ويُحصي قطرات الثلج الذائب
من أسفل الصُّندوق الخشبي
*** *** ***
في هذه المدينة
الكلّ مثلي
يبحث عن سماء مُلبّدة
يخبّئ خلف ستائرها جُرحه
المتعفّن
يبوح لها بسرّه
ويرجو الله أن يسقط المطر
على عجل
(...)
يسأل عن أمسية عذراء
تمحو درن الأمسيات العاهرة التي
تسكُنها الشياطين
ويخنقها السُّكارى
بعبثهم الطفولي، وصراخهم المزعج
(...)
في هذه المدينة
التي تلفظ أنفاسها
عند ابنعاث الفجر
وتأكل من جسدها
كلّما نما اللحم، ولا شحم
يحيا الكلّ- مثلي
ويعتاد
على أشلاء من ماض
زنخٍ
يحرسُه الأولياء
والكتب الصفراء التي
لا يُعرَفُ كاتبوها.